الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هيثم المكي يقدّم توضيحا مفصلا حول اتهامه باهانة أهل الجنوب

نشر في  15 ماي 2015  (13:42)

على خلفية نسب بعض التصريحات المهينة لأهل الجنوب التونسي للاعلامي هيثم المكي، على مواقع الإتصال الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام، خاصة الإلكترونية منها، بادر هذا الاخير بنشر توضيحا مفصلا على اذاعة موزاييك حول الحادثة المذكورة وكتب هيثم:"

بما أني لم أتفوه يوما بمثل هذه البذاءات، وجب التصويب وإظهار الحقيقة بالدليل والبرهان، درءا للفتنة ودحضا لأكاذيب الأبواق المستثمرة في الجهويات والمحرضة على التباغض والإنقسام بين أبناء الشعب الواحد. 

لن يضيرني الإعتراف بخطئي إن كنت ارتكبته، و الإعتذار لكل من ألحقت به الضرر، لكني لم أصرح أبدا بما نسب لي، و سأقدم الدليل الواضح على ذلك، دون أي تعليق أو إبداء للرأي أو أية محاولة للتأثير على القارئ. 

بدأت القصة يوم الإثنين 11 ماي، بعد إنتهاء حصة ميدي شو. انتشرت على بعض صفحات موقع فايسبوك نشريات تتحدث عن "حالة غضب عارمة" في معتمدية الفوار و "رفع الجيش لحالة الإستعداد"، لأني "وصفت أهالي المنطقة بالحيوانات". نفس النشريات تؤكد أن "إذاعة موزاييك مصادرة و تملك الدولة أغلب رأس مالها ». 


هنا وجب تصحيح معلومة، و إضافة أخرى : نصيب الدولة من رأس مال إذاعة موزاييك لا يتجاوز 13%، أي أنها ليست من "المؤسسات المصادرة" المملوكة للدولة (طبعا )المقصود هو تسويق فكرة "من تمولونهم بنقودكم يسبونكم". ثانيا، لا يصل بث الإذاعة إلى ولاية قبلي أساسا، و لا حتى إلى ولاية صفاقس. 

أما بالنسبة لما اشيع حول "وصفي لأهالي المنطقة بالحيوانات"، و الذي تحول فيما بعد إلى "نعتي لكافة أهالي الجنوب" بنفس الأوصاف على خلفية احتجاجاتهم، فهو محض إفتراء، بل بالعكس. تحدثت عن التهميش التاريخي الذي تعرضت له المنطقة و غياب الدولة فيها، و أكدت أنه لا جدال في حق أهلها في التنمية و التشغيل و الإحتجاج للمطالبة بهما، و في التعبير عن كافة مطالبهم. حتى في ما يخص حرق مركز الحرس الوطني بالفوار، قدمت فرضية مفادها أنه كان ردة فعل على الإستعمال المفرط للقوة من طرف أعوان الأمن و استفزازهم للأهالي. 

الأمر الوحيد الذي نددت به و نعتته بالـ"حيوانيزم" هو السلوك (أؤكد، السلوك لا الشخص أو الأشخاص) المتمثل في الإعتداء بالحجارة و العنف الشديد على صحفيات و صحفيين و السائق المرافق لهم، و تحطيم معداتهم و إحدى سياراتهم. سلوك ندد بيه الجميع، و إعتذر عنه ممثلو معتمدية الفوار و أهلها، مؤكدين بذلك ما نقلته على لسان مراسلتنا الصحفية بالمنطقة خلال الحوار الذي تلا الفقرة. فقد أكدت الزميلة هناء كروس أنها لم تتعرف على المعتدين و صدمت بسلوكهم، الذي بدا لها غريبا عن أخلاق أهالي المنطقة. 

لا زالت بعض وسائل الإعلام المختلفة و غيرها من المستثمرين في إذكاء نار الفتنة و التحريض تنشط في بث هذه الأكاذيب و تكرارها إلى حد كتابة هذه الأسطر. موقع الصدى، قناة الزيتونة، رجال الثورة بالكرم... "تلمت الأحباب" يقول البعض، "يا خيل الله اركبي"، يرد آخرون. دعه يكذب، دعه يمر. كان هذا المقال محاولة مني لتفنيد أكاذيبهم، و لوأد الفتنة في المهد. لن أخوض في دوافعهم، لأن ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هو ما يعنينا الآن.